قياس الأثر بتقنيات الحوسبة السحابية
top of page

قياس الأثر بتقنيات الحوسبة السحابية

تُصرف سنوياً مئات المليارات من الريالات لتنمية المجتمعات في مختلف المجالات، لكن السؤال الذي يطرح نفسه: ما الذي تحقق من نتائج على مستوى المستفيدين كتغييرات في المعرفة أو المهارة أو السلوك أو تغييرات في الحالة الاجتماعية أو الصحية أو الاقتصادية أو تغييرات على مستوى القضايا المجتمعية كالبطالة والصحة العامة والاستقرار الأسري؟ عملية متابعة وقياس الأثر هي عملية مهمة من عمليات إدارة العمل المجتمعي المبني على الأثر. بلا متابعة وقياس للنتائج لن نستطيع معرفة ما إذا كنا نسير على الطريق الصحيح المُحقّق للأثر المرجو من تدخلاتنا. والأهم من ذلك أننا لن نستطيع تحديد فرص التحسين والتطوير في تدخلاتنا لتصبح أعظم أثراً.


تتعدد منهجيات وأدوات قياس الأثر ويتم الاختيار منها حسب أهداف القياس ودرجة التحكم المرجوة والموارد المتاحة. تبدأ المنهجيات من القياس البعدي البسيط للنتائج الأولية التي تعقب البرنامج أو المبادرة، إلى القياس القبلي والبعدي لمقارنة التغييرات على المستفيدين قبل وبعد المشاركة في البرنامج أو المبادرة، إلى القياس القبلي والبعدي مع وجود مجموعة مشاركة ومجموعة مقارنة عشوائيتين ليتم المقارنة بينهما، إلى القياس الطولي متعدد المتغيرات لنسب الأثر إلى التدخل مع التحكم بالعوامل الخارجية. تختلف كذلك أدوات جمع البيانات حسب نوع النتيجة المراد قياسها فهناك الملاحظة والمقابلة والاستبيان والاختبار والتي من المهم أن تبنى على المقاييس العلمية التي تقيس النتائج بشكل دقيق وموضوعي. ومن أساليب القياس الحديثة حساب العائد الاجتماعي على الاستثمار بوحدة المال بهدف احتساب نسبة الفوائد إلى التكاليف المطلوبة لتحقيق هذه العوائد بناء على فرضيات موثوقة.


كما هو واضح فإن المنهجيات والاعتبارات المختلفة المطلوبة لقياس الأثر تشكل عبء ثقيل على المنظمات. في المقابل، توفر تقنيات العالم الافتراضي إمكانيات وخصائص مذهلة تُمكن الممارسين من تحديد وقياس وتبليغ الأثر بشكل فعّال. خلال السنتين الماضيتين، ظهرت عدة منصات عالمية لإدارة وقياس الأثر المجتمعي مبنية على منهجيات متشابهة كالبناء على النموذج المنطقي والربط بمستهدفات ومؤشرات الأمم المتحدة للتنمية المستدامة واستخدام تقنيات جمع وتحليل البيانات وتصديرها على لوحات عدادات سهلة القراءة والاستنتاج، مع بعض الاختلافات في تفاصيل إدخال وإدارة وعرض البيانات. نعرض هنا خمس منصات لتخطيط ومتابعة الأثر باستخدام تقنيات الحوسبة السحابية:


1- ساميتركا SAMETRICA

منصة سحابية كندية تعد من المنصات الأولى التي تم تطويرها لمساعدة المنظمات على قياس النتائج، وهي حل معقول للمنظمات التي تسعى لاتخاذ الخطوة الأولى في إدارة الأثر من منظور العائد الاجتماعي على الاستثمار. تقتصر المنصة على إدارة وتخزين أنواع محددة من البيانات (بيانات المسوح بالاستبيانات).


2- حاسبة الربح الإجتماعي SocialProfit Calculator

حاسبة سحابية بريطانية معتمدة من شبكة القيمة الاجتماعية البريطانية. تم تأسيس الحاسبة استجابة لنظام القيمة الاجتماعية لعام 2012 الذي جعلها من المتطلبات القانونية لمنظمات القطاع العام أن تأخذ في الاعتبار التأثير الاجتماعي والاقتصادي والبيئي أثناء التخطيط والشراء وتقديم المشاريع والخدمات في بريطانيا.


3- سنزر Sinzer

منصة سحابية هولندية لإدارة الأثر تحتوي على مميزات مشابهة لتلك التي في منصة ساميتركا والتي تركز على الاستفادة من بيانات المسوح ونهج العائد الاجتماعي على الاستثمار. تفتقد المنصة لخاصية التحديث التلقائي وأدوات التحليل المعمقة وخصائص ربط البيانات من مصادر مختلفة.


4- السويت الاجتماعي Socialsuite

برنامج سحابي أسترالي يسهّل قياس ومراقبة أثر المنظمات وبرامجها وخدماتها على المجتمع والبيئة. يحتوي البرنامج على أدوات مبسطة ومؤتمتة لجمع البيانات وتحليلها وإدارة سير عمليات القياس بالمدد الزمنية لتساعد المنظمات من مختلف القطاعات في اكتشاف مدى تحقيق الاستثمارات في البرامج الاجتماعية أهدافها.


5- سحابة الأثر Impact Cloud

منصة سحابية أمريكية تتيح للممارسين تخزين البيانات وربطها بأهداف التنمية المستدامة وإدارتها وإجراء التحليلات المناسبة لها وتصميم التقارير. تم تصميم المنصة لتسهيل إدارة بيانات التأثير للمؤسسات من جميع الأنواع والأحجام مع خدمات إدارة المحافظ الاستثمارية للمؤسسات المانحة.


في أثرُنا، قمنا بتطوير نظام يحتوي على عدد كبير من المدخلات والمخرجات والنتائج المحتملة ومؤشراتها وأدوات قياسها وأهداف التنمية الوطنية والعالمية حسب المجالات. يساعد النظام الممارسين في المنظمات على جمع البيانات من المستفيد الأخير وتحليلها وتصديرها على لوحات أداء للمتابعة والتحسين المستمر. بالتالي يدفعهم للتركيز على النتائج الاستراتيجية والأثر بعيد المدى. الدرس الذي تعلمناه من جائحة كورونا هو أن معظم مهام أعمالنا يُمكن إنجازها عن بعد وبفعالية!

٤٨٩ مشاهدةتعليق واحد (١)

أحدث منشورات

عرض الكل
bottom of page